شهدت الرياض، عاصمةُ المملكة العربية السعودية في العِقد الماضي تحولّات واسعة النطاق، وانتشرت صور بكثافة لهذا الأفق الحديث على وسائل التواصل الاجتماعي، إلا أن هذا المعرض الجماعي للتصوير الفوتوغرافي يقدم منظورًا مغايرًا للمدينة، فالفنانون المشاركون فيه حوّلوا أنظارَهم نحو المساحات العامة في الرياض، وضواحيها، وأحيائها السكنية، وهندستها المعمارية، ملتقطين التفاصيل الدقيقة للمواقع التاريخية والمعاصرة التي لا يزال بعضها قيد الاستخدام حتى اليوم، بينما تعرّض بعضُها الآخر للهجران.
يكشف هذا المعرض عبر عدسات مجموعة من المصوّرين، عن شبكة معقدة من الروابط البشرية، مستكشفًا المناظر العمرانية والطبيعية للمدينة، ومسلّطًا الضوء على جوهر التشابك في العلاقات بين الناس وبيئتهم المحيطة؛ ومستعرضًا المساحات بصفتها مستودعات للذاكرة
الفردية والجماعية. بالإضافة إلى ذلك، تتناول الأعمال الفوتوغرافية في هذا المعرض مختلفَ الموضوعات المجتمعية، وتقرن الغريب بالمألوف، وتلفت الانتباه إلى الأماكن المنسية على الرغم من أهميّتها الوجدانية.