الجناح الوطني السعودي, سيل دارمي، أرسنال، بينالي البندقية
11 مايو - 24 نوفمبر 2019
تبتغي زهرة الغامدي أن يكون معرضها "بعد توّهم" خطوةً صوب عالم خيالي. تنبعث الحياة في الأجسام الجلدية اليدوية التي يبلغ عددها 50,000 لتبدو وكأنها مخلوقات حيةٌ تتوهج وتهتزّ وتتحرك مع حضور الزوّار. وتدعوهم إلى التعرّف إلى بوادر الإحساس المقترن باكتشاف شيء جديد ومألوف في الوقت نفسه وإعادة الارتباط بذلك الإحساس والعودة إليه.
يستمد معرض "بعد توّهم" عناصره المهمة من الثقافة السعودية ويستحضر إحساس الفنانة بموطنها، ويتجلّى كذلك في الطابع المحسوس للجلود والرمال والأحجار التي تشكل التركيب المكاني والمخلوقات ونشأة كلٍ من الفنانة ومنسقة المعرض. ويذهب هذا العمل الفني أبعد من المألوف وأبعد من الأفكار السطحية المأخوذة عن المملكة العربية السعودية في بعض الأحيان. ويعتمد على التاريخ والشعر السعوديين المحكيين ليبرز إلى جمهور معاصر مجسداً تاريخ المملكة العريق وهويتها الخاصة.
تقول مقيم المعرض إيمان الجبرين:
"تجسد الفنانة زهرة الغامدي الخيار الأمثل لبناء حيزٍ يمكن تصوره لتحويل الخوف إلى فضول ولاستكشاف المجهول عوضاً من محاربته. فهي فنانة معاصرة صاعدة بقوة، تتحدى تجربتها الفريدة التي تركز على الطابع المادي المشهدَ المعاصر المهيمن للفن السعودي في الوقت الحاضر.
وقد أظهر مسار عملها مقدرتها على التحول إلى الأشياء والعناصر الجديدة التي تتصورها تجسيداً لمكان ميلادها القديم الذي أضحى اليوم أطلالاً. لتعود إلى استخدام هذه العناصر بعدئذ لإنشاء حيز غامض ورائع بالقدر نفسه حيث يمكن للمرء أن يعاود العيش في موطنه الذي ألفه وأن يعيد تصوره، وهو حيز يتشكّل في صورة جديدة مع كل مرة."
يتألف الفريق الفني والتنسيقي لمعرض "بعد توّهم" من ثلاث سيداتٍ بارزاتٍ: الفنانة الشهيرة زهرة الغامدي ومستشارة المشروع ندى شبوط ومقيم المعرض إيمان الجبرين.
مستشارة مشروع معرض "بعد توّهم". تحظى ندى باحترام كبير في مجال عملها وتقدم وجهة نظرها الفريدة وخبرتها الأكاديمية العريضة للمعرض اعتماداً على معرفتها بالفن العربي الحديث والمعاصر.
مقيم معرض "بعد توّهم"، رؤيتها لكل ما هو غامض وغير متوقع في المعرض متعمّقةً في فهمها للصراعات الثقافية ورغبتها في تعزيز التسامح إزاء الاختلافات الثقافية. تحمل إيمان درجة الدكتوراه في تاريخ الفن السعودي الحديث والمعاصر من جامعة ساسكس متخصصةً في ممارسات الفن النسوي.
تشتهر الفنانة بأعمالها الفنية القائمة على التركيب المكاني واستخدام المواد الطبيعية. وتركز الغامدي، التي تتخذ من مدينة جدة مركزاً لعملها وإقامتها، في أعمالها على ذاكرة العمارة التقليدية في جنوب غرب المملكة العربية السعودية. اختيرت الفنانة زهرة الغامدي لتمثل المملكة في معرض بينالي هذا العام لما تتميز به من فهمٍ عميقٍ ودقيقٍ للثقافة السعودية ولطريقتها التي تنتهجها في توصيل رسالتها الحساسة ولإخلاصها لجذورها السعودية الأصيلة. وتسعى الفنانة في معرضها "بعد توّهم" مستعينةً بأعمالها الفنية في الجناح السعودي إلى نقل الزائر إلى عالم خيالي يمزج بين المألوف والجديد والوهم والحقيقة