سبيستونز

سبيستونز، رواية جماعية للإشارات الثقافية والأفكار التي تدمج بين العالم الواقعي والافتراضي.

تعاونا مع أثر جاليري لنقدم لكم "سبيستونز" وهو معرض بتنسيق القيمة الفنية الواعدة زين الساعي، من نتائج برنامج مجموعة القيمين الفنيين.

نستلهم معرض (سبيستونز) من قناة (سبيستون)، الشبكة العربية للرسوم المتحركة التي بدأت ببث برامج تلفزيونية للأطفال في مطلع الألفية، وشعارها الرسمي "شباب المستقبل" إشارة إلى دائرة فئتها المستهدفة، وكذلك إلى قيم القناة التربوية والجيل الذي شكلته، هذا الجيل الذي ينتمي له فنانو هذا المعرض، والذين تحكم ممارستهم طابع الجيل التاريخي والجغرافي. تروي الأعمال الفنية بمجملها إشارات وانعكاسات ثقافية تمزج بين العالم الواقعي والافتراضي، وهي في الحقيقة تبث الروح في نقاشات ممتعة عن اليوتوبيا الخيالية منها أو ما تحقق في المملكة العربية السعودية أو في الخليج العربي بشكل عام. 

يركز المعرض على مجالات الترفيه المزدهرة في المنطقة كوسيلة لاستكشاف الموضوعات المستقبلية التي تشمل الشاشات وحياتنا اليومية والتطلعات الوطنية، ويعطي هذا الأولوية لباب التحري في مجال الترفيه وإنتاج كميات مهولة من الصور عبر قنوات كالأفلام والتلفزيون ووسائل التواصل الاجتماعي والإنترنت واعتبارها كعامل مهم في اللحظة المعاصرة لدول خليج العربي، فهذه القنوات هي نقطة الالتقاء التي تجمع بين الروايات المختلفة في هذا المعرض، ولا سيما بعلاقتها بتوطيد هوية وطنية استشرافية مكملة لرؤية السعودية 2030.

يضم هذا العرض أحد عشر فنانًا صاعداً من منطقة الخليج العربي، تتنوع أعمالهم بين الخيال العلمي والاستعارات المستقبلية وإشارات الإنترنت والمناظر الطبيعية المتغيرة والتجارب الإقليمية المشتركة التي تشير إلى "المستقبل المتسارع"، وتظهر الأعمال الفنية من خلال الإشارات البصرية التي تنسج الظواهر التخيلية والخيالية وأشكال الحياة خارج كوكب الأرض والإدراك اللاحسي لاستكشاف الأسئلة المتجذرة في الأهداف المستقبلية الكبرى للمنطقة، إذ في مكان ما بين الحاضر والمستقبل البعيد المدى، تتلاشى الخطوط الفاصلة بين الحقيقة والخيال.

في نهاية المطاف، يلخص (سبيستونز) التجارب الحية والأسئلة الحرجة التي تعالج التحولات العارمة في الظواهر المادية والاجتماعية والسياسية في الخليج العربي على مدى العقدين الماضيين، لقد مكّنت هذه العوالم الانتقالية والتي تتكون من مزيج من العالم الواقعي والافتراضي لتمثل "مختبرات عظيمة للابتكار الاجتماعي" ¹ من خلال الاستثمارات الاقتصادية الهائلة، وولادة اليوتوبيا، وجيل يتقد بإمكانيات جديدة تغذيها حياته التي قضاها متصلا بالإنترنت.

^[1] “The spectacle presents itself simultaneously as society itself, as a part of society, and as a means of unification” (Guy Debord, The Society of The Spectacle.)

- زين الساعي