المعارض

بعد توّهم

11 مايو 2019

البندقية، إيطاليا

التاريخ

11 مايو 2019 - 24 نوفمبر 2019

الموقع

البندقية، إيطاليا

الموقع

المجال

الفنون البصرية

الجناح الوطني السعودي, سيل دارمي، أرسنال، بينالي البندقية

لقد وقع الاختيار على الفنانة زهرة الغامدي لإقامة معرضها "بعد توّهم"، وهو عمل فني قائم على التركيب المكاني باستخدام المواد الطبيعية ومستوحى من شعور الفنانة بالوطن، في الجناح الوطني السعودي، بينالي البندقية، المعرض الفني الدولي الثامن والخمسين.

يواكب معرض "بعد توّهم" إلى حدٍ كبيرٍ الفكرة العامة لمعرض بينالي May you live in interesting times (عسى أن تتسنى لكم الحياة في عصورٍ ذات تأثيرٍ). وكلمة Interesting (ذات تأثيرٍ) كلمة مبهمة عمداً وتحمل معانٍ مترادفة. تبادر الفنانة المبدعة زهرة الغامدي في معرضها "بعد توّهم" إلى تأمل قيمة "الريبة". سعياً منها لاستكشاف التناقض بين الجديد، والمألوف في الوقت نفسه، وبين الوهم والحقيقة. وتدعونا في أعمالها إلى تحرير أنفسنا من الالتزامات التي تنبثق نتيجة اتخاذ موقفٍ نهائيٍ لا رجعة فيه، وإلى اكتشاف آفاقٍ جديدةٍ تجاه إدراك الذات والتحول.

وكما تقول إيمان الجبرين، مقيم المعرض:

"لطالما عايش السعوديون عصوراً ذات تأثيرٍ، ولطالما نُظر إليهم، مثلهم مثل شعوبٍ أخرى، بفعل طبيعة تاريخهم الاجتماعي الثقافي المعقد على أنهم ذوو تأثيرٍ. إلا أن شعوراً يسود اليوم بفقدان تأثيرهم الثقافي والتاريخي الخاص في ظل هيمنة الخطاب العالمي. إذ اُختصرَ تاريخهم في بوتقة حدثين تاريخيين لا غير، ألا وهما ظهور الإسلام واكتشاف النفط، ما تركهم في حيرة من أمرهم إزاء النظر إلى تاريخهم خارج نطاق هذين الحدثين لا سيما مع غياب الأدلة المرئية."

يشير عنوان معرض "بعد توّهم" إلى شطرٍ مقتبسٍ من قصيدة عربية قديمة للشاعر زهير بن أبي سُلمى (520 م - 609 م) يصف فيها الشاعر صعوبة التعرف على موطنه بعد غياب دام عشرين عاماً. وحده التوّهم ساعد الشاعر، بعد أن بلغ من العمر عتياً، في التعرف على موطنه - وهي حالة ذهنية نراها تخفي الحقيقية ولكنها في الواقع تمهد الطريق إليها.

نبذة عن العمل الفني
تبتغي زهرة الغامدي أن يكون معرضها "بعد توّهم" خطوةً صوب عالم خيالي. تنبعث الحياة في الأجسام الجلدية اليدوية التي يبلغ عددها 50,000 لتبدو وكأنها مخلوقات حيةٌ تتوهج وتهتزّ وتتحرك مع حضور الزوّار. وتدعوهم إلى التعرّف إلى بوادر الإحساس المقترن باكتشاف شيء جديد ومألوف في الوقت نفسه وإعادة الارتباط بذلك الإحساس والعودة إليه.

يستمد معرض "بعد توّهم" عناصره المهمة من الثقافة السعودية ويستحضر إحساس الفنانة بموطنها، ويتجلّى كذلك في الطابع المحسوس للجلود والرمال والأحجار التي تشكل التركيب المكاني والمخلوقات ونشأة كلٍ من الفنانة ومنسقة المعرض. ويذهب هذا العمل الفني أبعد من المألوف وأبعد من الأفكار السطحية المأخوذة عن المملكة العربية السعودية في بعض الأحيان. ويعتمد على التاريخ والشعر السعوديين المحكيين ليبرز إلى جمهور معاصر مجسداً تاريخ المملكة العريق وهويتها الخاصة.

تقول مقيم المعرض إيمان الجبرين:

"تجسد الفنانة زهرة الغامدي الخيار الأمثل لبناء حيزٍ يمكن تصوره لتحويل الخوف إلى فضول ولاستكشاف المجهول عوضاً من محاربته. فهي فنانة معاصرة صاعدة بقوة، تتحدى تجربتها الفريدة التي تركز على الطابع المادي المشهدَ المعاصر المهيمن للفن السعودي في الوقت الحاضر.

وقد أظهر مسار عملها مقدرتها على التحول إلى الأشياء والعناصر الجديدة التي تتصورها تجسيداً لمكان ميلادها القديم الذي أضحى اليوم أطلالاً. لتعود إلى استخدام هذه العناصر بعدئذ لإنشاء حيز غامض ورائع بالقدر نفسه حيث يمكن للمرء أن يعاود العيش في موطنه الذي ألفه وأن يعيد تصوره، وهو حيز يتشكّل في صورة جديدة مع كل مرة."